الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **
{وكأ} (س) في حديث الاستسقاء <قال جابر: رأيت النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يُواكِىءُ (في الأصل: <يَتَواكَأُ> وفي النسخة 517: <يتواكى> وما أثبت من: ا، واللسان ومعالم السُّنَن 1/254، وفيه: <يواكي> بغير همز>) أي يَتَحامَلُ على يَدَيْه إذا رَفَعَهُما ومَدَّهُما في الدعاء ومنه التَّوَكُّؤ على العَصَا، وهو التَّحامُل عليها. هكذا قال الخطَّابي في <معالِم السُّنَن> والذي جاء في السُّنَن على اختلاف نُسَخِها ورواياتها بالباء الموحدة. والصحيح ما ذكره الخَطَّابي. وقد تكرر في الحديث ذِكْر <الاتِّكَاء والمُتَّكِىء> وقد تقدَّم في حرف التَّاء، حَمْلاً على لَفْظِه. {وكب} (س) فيه <أنَّه كان يَسير في الإفاضَة سَيْرَ المَوْكِب> المَوْكِبُ: جَماعَةٌ رُكَّابٌ يَسيْرون بِرِفْق، وهُم أيضا القَوْم الرُّكوبُ للزِّينَة والتَّنَزُّه. أراد أنَّه لَم يكُن يُسْرِع السَّيْرَ فيها. وقيل: المَوْكِبُ: ضَرْب من السَّيْر. {وكت} (ه) فيه <لا يَحْلِفْ أحَدٌ ولو عَلى مِثْل جَناح بَعُوضَة إلا كنَت وَكْتَةً في (في الأصل: <على> وما أثبتُّ من: ا، واللسان، والهروي) قَلْبِه> الوَكْتَة: الأثَر (في الهروي: <الأثر اليسير>.) في الشيء كالنُّقْطَة من غير لَونِه. والجَمْع: وَكْتٌ. ومِنه قيل للبُسْر إذَا وَقَعَت في نُقْطَة من الإرْطاب: قد وَكَّةَ. [ه] ومنه حديث حُذَيفة <فَيَظَلُّ أثَرُها كأثَرِ الوَكْت>. {وكد} *في حديث علي <الحمد للَّه الذَّي لا يَفِرُه المنْعُ، ولاَ يَكِدُه الإعْطاءُ> أي لا يَزِيدُه المَنْعُ ولا يَنْقُصُه الإعْطاءُ. وقد وَكَدَه يَكِدُه. (س) وفي شعر حُمَيد بن ثَور: ترى العُلَيْفِيَّ عَلَيْها مُؤْكَدَا * أي مُوثَقا شَديدَ الأسْرِ يُقال: أوْكَدْتُ الشَّيء، وَوَكَّدْتُه، وأكَّدْته، إيكاداً وَتَوْكِيداً وَتأكِيداً، إذا شَدَدْتَه. ويُروَى <مُوفِدا> وقد تقدَّم. (ه) وفي حديث الحسن، وذكر طالِبَ العِلْم <قدْ أوْكَدَتاه يَدَاهُ، وأعْمَدَتَاه رِجْلاه> أوْكَدَتاه: أي أعْمَلَتاه (في الهروي: <أعلمتاه> بتقديم اللام. وفي اللسان: <حَمَلتاه>) يُقال: وَكَدَ فُلانٌ أمْراً يِكِدُه وَكْداً، إذا قَصَدَه وَطَلَبه تَقُول: ما زَال ذلك وُكْدِي (ضبط في الأصل: <وَكْدِي> بفتح الواو. وأثبتُّه بالضم من الهروي. قال في اللسان: <ويقال: ما زال ذلك وُكْدِي، بضم الواو، أي فِعلي ودَأْبي وقَصْدِي.فكأن الوُكْد اسم، والوَكْد المصدر>.): أي دَأْبي وَقَصْدِي. {وكر} (س) فيه <أنَّه نَهَى عن المُوَاكَرَة> هي المُخابَرَة. وأصله الهمْز، من الأُكْرَة، وهي الحُفْرَة، والوَكِيرَة: الطَّعام على البِنَاء. والتَّوْكير: الإطْعَام. {وكز} [ه] في حديث موسى عليه السلام <فَوَكَزَ الفِرْعَوْنِيَّ فَقَتَلَه> أي نَخَسَه والوَكْز: الضَّرْبُ بِجُمْع الكفِّ (زاد الهروي: <ويقال: ضربه بالعصا>.) ومنه حديث المِعْراج <إذْ جاء جِبْرِيلُ فَوَكَزَ بين كَتِفَيَّ>. {وكس} (س) في حديث ابن مسعود <لا وَكْسَ ولا شَطَطَ> الوَكْسُ: النَّقْصُ والشَّطَطُ: الجَوْرُ. وفي حديث أبي هريرة <مَن باعَ بَيْعَتَيْن في بَيْعةٍ فلَه أوْكَسُهُما أو الرِّبا> قال الخطَّابي: لا أعْلم أحَداً قال بِظاهِر هذا الحديثِ وَصَحَّحَ البَيْعَ بأوْكَسِ الثَّمنَين، إلا ما يُحْكى عن الأوزاعِيّ، وذلك لمَا يَتَضمَّنُه من الغَرَرِ والجَهالة. قال: فإنْ كان الحديثُ صَحيحاً فَيُشْبه أنْ يكون ذلك حُكُومَةً في شيء بِعَيْنه، كأنه أسْلَفَه دِينَارا في قَفِيز بُرّ إلى أجَل، فلمَّا حَلَّ طالَبَه فَجَعله قَفِيْزَين إلى أمَدٍ آخَر، فهذا بَيْعٌ ثَانٍ دَخَلَ على البَيْع الأوْل، فيُرَدَّانِ إلى أوْكَسِهِما، أي أنْقَصِهِما، وهو الأوَّل. فإنْ تَبايَعا البَيْعَ الثَّانِيَ قَبْلَ أن يَتَقابضا كانا مُرْبِيَيْنِ. (س) وفي حديث معاوية <أنَه كَتَب إلى الحُسَين بن علي رضي اللَّه عنهما: إنّي لم أخِسْكَ ولم أكِسْكَ> أي لَم أَنْقُصْك حَقَّك، ولم أنْقُضْ عَهْدَك. {وكظ} (س) في حديث مُجاهد <في قوله تعالى: <إلا ما دُمْتَ عليه قائما>: أي مُواكِظاً> يُقال: وَكَظَ على أمْرِه وَوَاكَظَ، إذا واظَب عليه. {وكع} (ه) في حديث المَبْعَث <قَلْبٌ وَكِيعٌ وَاعٍ> أي مَتِينٌ مُحْكَم. ومنه قولهم <سِقَاءٌ وَكِيعٌ> إذا كان مُحْكَمَ الخَرْزِ. {وكف} (ه) فيه <مَن مَنَحَ مِنْحَةً وَكُوفاً> أي غَزِيرةَ (هذا قول أبي عبيد، وما بعده قول ابن الأعرابي، كما ذكر الهروي) اللّبَن. وقيل: التي لا ينْقَطع لَبنُها سَنَتَهَا جَمِيعَها، وهُو مِن وَكَف البَيْتُ والدَّمْعُ ، إذا تَقَاطَر. (ه) ومنه الحديث <أنه تَوَضَّأ واسْتَوكَفَ ثلاثاً> أي اسْتَقْطَر المَاءَ وصَبَّهُ على يَدَيْه ثلاثَ مَرَّاتٍ، وبَالَغ حتَّى وَكَفَ منهُما الماءُ. (ه) وفيه <خِيارُ الشُّهَداء عند اللَّه أصحابُ الوَكَفِ، قيل: ومَن أصحابُ الوَكَفِ؟ قال: قَوْمٌ تُكْفَأُ مَراكِبُهُم عليهم في البَحْر> الوَكَفُ في البَيْت: مثْل الجَناح يكون عليه الكَنيف. والمعنى أن مراكِبَهُم انْقَلَبَتْ بهم فصارت فَوْقَهُم مثْل أَوكافِ البيُوت وأصلُ (هذا قول شَمِر، كما ذكر الهروي) الوَكَفِ في اللغة: المَيْلُ والجَوْر. (ه) وفيه <لَيَخْرُجَنَّ ناسٌ من قُبورِهم على صُورةِ القِرَدَة، بما داهَنوا أهلَ المَعاصِي، ثم وكَفُوا عن عِلْمِهم وهم يَسْتَطيعون> أي (وهذا شرح الزَّجَّاج كما ذكر الهروي أيضا) قَصَّرُوا ونَقَصوا يقال: ما عليك من ذلك وَكَفٌ: أي نَقْصٌ. (ه) ومنه حديث عمر <البَخيل في غَير وَكَفٍ> وقال الزمخشري: <الوَكَفُ: الوُقُوع في المَأثَم والعَيْب. وقد وَكِفَ يَوْكَفُ وَكَفاً، وهو من وكَفَ المَطَرُ، إذا وَقَع> وتَوَكَّفَ (الذي في الفائق 2/427: <ومنه توكّفُ الخبر، وهو توقّعه>.) الخبَرَ إذا انْتَظَر وَكْفَه: أي وقُوعَه. (ه) ومنه حديث ابن عُمَير <أهلُ القُبور يَتَوكَّفُون الأخْبارَ> أي يَتَوقَّعُونها، فإذا ماتَ الميّتُ سألوه: ما فَعل فلانٌ، وما فعل فلان؟ {وكل} *في أسماء اللَّه تعالى <الوكيل> هو القَيِّم الكَفيل بأرزاق العِباد، وحقيقتُه أنه يَسْتَقِلُّ بأمر المَوكُول إليه. وقد تكرر ذكر <التَوكُّل> في الحديث. يقال: تَوَكَّلَ بالأمرِ، إذا ضَمِنَ القِيام به ووكَلْتُ أمري إلى فلان: أي ألْجأته إليه واعتَمَدْتُ فيه عليه. ووكَّل فلانٌ فلاناً، إذا اسْتكْفاه أمرَه ثقةً بكفايَتِه، أو عَجْزاً عن القِيام بأمر نفسِه. (س) ومنه حديث الدعاء <لا تَكِلْنِي إلى نَفْسي طَرْفَةَ عَيْنٍ فأهْلِكَ>. ومنه الحديث <وَوَكَلَها إلى اللَّه> أي صَرَف أمرَها إليه. والحديث الآخر <مَن تَوَكَّل بما بين لَحْيَيْه ورِجْلَيْهِ تَوَكَّلْتُ له بالجنة> وقيل: هو بمعنى تَكَفَّل. (ه) وحديث الفَضِل بن العباس وابنِ (هو عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، كما في الفائق 3/179) ربيعة <أتَياه يَسألانِه السِّعاية (في ا، واللسان: <السِّقاية> وما أثبتُّ من الأصل، والفائق. وانظر الحديث في صحيح مسلم ( باب ترك استعمال آل النبي على الصدقة، من كتاب الزكاة> فتواكَلا الكلامَ> أي اتَّكَلَ كلُّ واحدٍ منهما على الآخَر فيه يقال: اسْتَعَنْتُ القَومَ فَتَواكَلُوا: أي وكَلَني بعضُهم إلى بعض. ومنه حديث ابن يَعْمَر <فظنَنْتُ أنه سَيكِلُ الكلامَ إليَّ>. (س) ومنه حديث لقمان <وإذا كان الشأنُ اتَّكَلَ> أي إذا وَقَعَ الأمرُ لا يَنْهَضُ فيه، ويَكِلُه إلى غيره وأصلُه: أوتَكَل، فقُلبتِ الواو ياء، ثم تاءً وأُدِغَمت. (س) وفيه <أنه نَهى عن المُواكَلة> قيل: هو من الاتِّكال في الأمُور، وأن يَتَّكِلَ كلُّ واحدٍ منهما على الأخَر يقال: رجُلٌ وُكَلةٌ، إذا كثُر منه الاتِّكال على غَيْره، فَنَهى عنه؛ لما فيه من التَّنافُرِ والتَّقاطُع، وأن يَكِلَ صاحبَه إلى نفسِه ولا يُعينَه فيما يَنُوبُه. وقيل: إنما هو مُفاعَلة من الأكل، والواو مُبدَلة من الهمزة. وقد تقدم في حَرْفها. وفيه <كان إذا مَشَى عُرِف في مَشْيه أنه غيرُ غَرِضٍ وَلا وَكَلٍ، وَكِلٍ الوَكَلُ والوَكِلُ: البليدُ والجَبانُ. وقيل: العاجزُ الذي يَكِلُ أمرَه إلى غيره. ومنه مَقتل الحسين <قال سِنانٌ (في الهروي: <سنان بن أنس>.) قاتِلُه للحجّاج: ولَّيتُ (ضبطته بضم التاء من ا والهروي, وقد أُهمل في الأصل ضبط التاء في <ولَّيت> وضُبطت بالفتح في <وكلته> وجاء بحواشي اللسان: <قوله: وليت رأسه، ضبط في الأصل والنهاية بفتح التاء، والظاهر أنه بضمها>.) رأسَه امْرَأً غَيرَ وَكَلٍ> وفي رواية <وَكَلْتُه (ضبطته بضم التاء من ا والهروي. وقد أُهمل في الأصل ضبط التاء في <ولَيت> وضُبطت بالفتح في <وكلته> وجاء بحواشي اللسان: <قوله: وليت رأسه، ضبط في الأصل والنهاية بفتح التاء، والظاهر أنه بضمها>.) إلى غير وَكَل> يعني نَفْسَه. {وكن} (س) فيه <أقِرُّوا الطَّيْرَ على وُكْناتِها> الوُكْناتُ، بضم الكاف وفتحها وسكونها: جمع وُكْنة، بالسكون، وهي عُشُّ الطائر وَوَكْرُه. وقيل: الوَكْنُ: ما كان في عُشّ، والوَكْر: ما كان في غَير عُشّ. وقيل: الوُكْنات: مَواقع الطَّير حَيْثُما وقَعَتْ. {وكا} (س) في حديث اللُّقَطة <اعرِفْ وِكاءها وعِفاصَها> الوِكاءُ الخَيْط الذي تُشَدُّ به الصُّرَّة والكِيسُ، وغيرهما. (س) ومنه الحديث <العَيْنُ وِكاءُ السَّهِ> جَعل اليَقَظَة للاسْتِ كالوِكاء لِلقِرْبَة، كما أنّ الوِكاء يَمْنعُ ما في القِرْبة أن يَخْرُج، كذلك اليَقظَة تَمْنَع الاسْتَ أن تُحْدِث إلا باخْتيار. والسَّهُ: حَلْقَةُ الدُّبُر. وكَنَى بالعَين عن اليقَظَة، لأن النائم لا عَيْنَ لَه تُبْصِرُ. (س) وفيه <أوْكُوا الأسْقِيَة> أي شُدُّوا رُؤوسَها بالوِكاء، لِئلا يَدْخُلَها حيوانٌ، أويَسْقُطَ فيها شَيء. يقال: أوْكيْتُ السِّقاء أوكِيه إيكاءً فهو مُوكَىً. (س) ومنه الحديث <نَهى عن الدُّبَّاء والمُزَفَّت، وعليكم بالمُوكَى> أي السِّقاء المَشْدُودِ الرأس؛ لأن السِّقاءَ المُوكَى قَلَّما يغفُل عنه صاحبُه لئلا يَشْتَدَّ فيه الشَّراب فينَشَقّ، فهو يَتَعَهَّدُهُ كثيرا. (س) ومنه حديث أسماء <قال لها: أعْطِي ولا تُوكِي فيُوكَى عليكِ> أي لا تَدَّخري وتَشُدّ ما عِنْدَك وتَمْنَعي ما في يَدَيْك فتَنْقَطِعَ مادَّةُ الرِّزق عَنْك. (ه) وفي حديث الزُّبَير <أنه كان يُوكِي بين الصَّفا والمروةِ سَعْياً> أي لا يَتَكلَّم، كأنه أوْكَى فاهُ فلم ينْطِق. قال الأزهري (الذي في الهروي: <قال الأزهري: وفيه وجهٌ آخر هو أصح، وذلك أن الإيكاء...> الخ): الإِيكَاء في كلام العرب يكون بمعنى السَّعْي الشَّديد. واسْتَدلَّ عليه بحديث الزُّبَير. ثم قال: وإنما قيل للذي يَشْتَدُّ عَدْوُهُ: مُوكٍ؛ لأنه (في الهروي: <كأنه ملأ ما بين...>) قد مَلأ ما بين خَوَى رِجْلَيه، وأوْكَى عليه. {ولت} (س) في حديث الشُّورَى <وتُولِتُوا أعمالَكُم> أي تَنْقُصُوها. يقال: لاتَ يَلِيتُ، وألَتَ يألِتُ. وهو في الحديث من أوْلَتَ يُولِتُ، أوْ من آلَتَ يُولِتُ، إن كان مَهْمُوزاً. قال القُتيبي: ولم أسمَع هذه اللغةَ إلا مِن هذا الحديث. {ولث} (ه) في حديث عمر <أنه قال للحَاثَليقِ: لَوْلا وَلْثُ عَقْدٍ لَكَ لأمَرْتُ بضَرْب عُنُقِك> الوَلْثُ: العَهْد غَير المُحْكَم والمؤكَّدِ. ومنه وَلْثُ السَّحاب، وهو النَّدَى اليَسيرُ، هكذا فسَّره الأصمعي. وقال غيرُه: الوَلْثُ: العَهْد المُحْكَم. وقيل: الوَلْثُ: الشَّيء اليسير من العَهْد. (ه) ومنه حديث ابن سِيرين <أنه كان يَكْرهُ شِراء سَبْيِ زَابُل (زابُل: كورة واسعة قائمة برأسها جنوبي بلخ وطخارستان. ياقوت. وأثبتها بالضم، كما نص عليه ياقوت. وقد ضبطت في الأصل، وا، واللسان بالفتح. وقد نص صاحب القاموس على أنها كَهَاجَر) قال: إن عثمانَ وَلَثَ لَهُم وَلْثاً> أي أعطاهُم شيئاً من العَهْدِ. {ولج} (س) في حديث أم زَرْع <لا يُولِج الكَفَّ لِيعْلَمَ البَثَّ> أي لا يُدْخِلُ يَدَه في ثَوْبِها ليَعْلَم منها ما يَسُوءُها إذا اطَّلع عليه، تَصِفُه بالكَرَم وحُسْنِ الصُّحْبة. وقيل: إنها تَذُمُّه بأنه لا يَتَفَقَّدُ أحوالَ البَيْتِ وأهْله. والوُلُوجُ الدُّخول. وقد وَلَجَ يَلِجُ، وأوْلَج غَيْرَه. ومنه الحديث <عُرِضَ عَلَيَّ كُلُّ شيءٍ تُولَجُونَه> بفتح اللام: أي تُدْخَلُونه (ضبط في الأصل: <تَدْخُلُونه> وأثبتُّ ضبط ا، واللسان) وتَصِيرون إليه من جَنَّةٍ أو نارٍ. (ه) ومنه حديث ابن مسعود <إيَّاكَ والمُناخَ على ظَهْرِ الطَّريق، فإنه مَنْزِلٌ لِلْوَالِجَة> يعني السِّباعَ والحيَّاتِ. سُمّيَتْ والِجَةً لاسْتِتَارِها بالنهار في الأوْلاج، وهو ما وَلَجتْ فيه من شِعْب أو كَهْف، وغيرهما. (س) ومنه حديث ابن عمر <أنَّ أنَساً (في الأصل <انسانا> والتصحيح من ا، واللسان) كان يَتَوَلَّجُ على النساء وهُنَّ مُكَشّفات الرُّؤوس> أي يَدْخُل عليِهن وهو صغير فلا يَحْتَجِبْنَ منه. وفي حديث علي <أقَرَّ بالبَيْعَة وادَّعَى الوَلِيجَةَ> ولِيجَةُ الرَّجُل: بِطانَتُه ودُخَلاؤُه وخاصَّتُه. {ولد} (س) فيه <واقِيَة كَواقية الوليد> يعني الطِّفْل، فَعِيل بمعنى مفعول. أي كَلاءَةً وحِفْظا، كما يُكْلأ الطِّفْل. وقيل: أراد بالوَليد موسى عليه السلام؛ لقوله تعالى <ألم نُرَبِّكَ فِينَا وَليداً> أي كما وَقَيْتَ موسى شَرَّ فرْعَون وهو في حِجْرِه فَقِنِي شَرَّ قَوْمي وأنا بَيْن أظْهُرِهِم. (س) ومنه الحديث <الوَليدُ في الجنة> أي الذي ماتَ وهو طِفْلٌ سِقْط. ومنه الحديث <لا تَقْتُلُوا وليداً> يعني في الغَزْوِ، والجمعُ: وِلْدانٌ، والأنثى وَلِيدَة. والجمع: الوَلائدُ. وقد تطْلَق الوَلِيدة على الجارية والأمَةِ، وإن كانت كبيرة. (س) ومنه الحديث <تَصَدَّقْت على أمِّي بِوَليدة> يعني جاريةً. (س) وفي حديث الاستعاذة <ومن شَرِّ وَالِدٍ وما وَلَدَ> يعني إبليسَ والشياطين. هكذا فُسِّر. وفيه<فأعْطَى شاةً والِداً> أي عُرِفَ منها كثرة النِّتَاج. وحكى الجوهري عن ابن السِّكِّيت: شاةٌ والدٌ: أي حاملٌ. (س) وفي حديث لَقيط <ما وَلَّدْتَ يا راعِي؟> يقال: ولَّدْتُ الشاة تَوْليدا، إذا حَضَرْتَ وِلادتَها فَعالَجْتَها حتى يَبِينَ الوَلَدُ منها. والمُوَلِّدَةُ: القابِلة. وأصحاب الحديث يقولون: <ما وَلَدَتْ> يَعنُون الشاة. والمحفوظ بتشديد اللام، على الخِطاب للرَّاعي. ومنه حديث الأقرع والأبرص <فأنْتَجَ هَذان وولَّد هذا>. (ه) ومنه حديث مُسافِع <حَدَّثَتْني امرأةٌ من بني سُلَيمْ قالت: أنا وَلَّدْتُ عامَّة أهلِ دارنا> أي كنتُ لهم قابلةً. وفي الإنجيل <قال لعيسى: أنا وَلَّدْتُك> أي رَبَّيْتُك، فَخَفَّفه النصارى وجَعلوه له ولَداً، سبحانه وتعالى عما يقولون عُلُوّاً كبيرا. (ه) وفي حديث شُرَيح <أنَّ رجلا اشْتَرى جاريةً وشَرطُوا (في الهروي: <وشرط>.) أنها مُولَّدة، فوجَدَها تَلِيدةً> المُوَلَّدة: التي وُلِدَتْ بين العرب ونَشأتْ مع أولادِهم، وتَأدَّبَتْ بآدابهم. وقال الجوهري: <رجُلٌ مُوَلَّد: إذا كان عَرَبيّاً غيرَ مَحْض>. والتَّلِيدةُ: التي (هذا شرح القتيبي، كما ذكر الهروي) وُلِدَتْ ببلاد العجم، وحُمِلَت فَنشأتْ ببلاد العرب. {ولع} (س) فيه <أعوذ بك من الشّرِّ وَلُوعاً> يقال: وَلِعْتُ بالشيء أوْلَعُ وَلَعاً. وَوَلُوعا، بفتح الواو، المَصْدَرُ والاسم جَميعا. وأوْلَعْتُه بالشي، وأُولِعَ به فهو مُولَع، بفتح اللام: أي مُغْرىً به. ومنه الحديث <أنه كان مُولَعاً بالسِّواك>. (س) والحديث الآخر <أوْلَعْتُ قُرَيشاً بِعَمَّارٍ> أي صَيَّرتُهم يُولَعون به. {ولغ} (س) فيه <إذا ولَغ الكلبُ في إناء أحدِكم> أي شَرِب منه بِلسانه. يقال: ولِغَ، ولَغَ يَلَغ ويَلِغُ وَلْغاً (من باب نفع، كما في المصباح. وزاد: <وولِغَ يلِغ، من بابَيْ وَعَد، ووَرِث لغة، ويَوْلَغ، مثل وَجِل يوجَل، لغة أيضا>.)وَوُلوغاً. وأكثر ما يكون الوُلوغ في السِباع. [ه] ومنه حديث علي <أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بَعَثَه لِيَديَ قَوْماً قَتَلَهم خالدُ بنُ الوليد، فأعطاهم مِيلَغةَ الكَلْب> هي الإناء الذي يَلَغُ فيه الكلب، يعني أعطاهم قيمةَ كلِّ ما ذَهَب لهم، حتى قيمةَ المِيلَغة. {ولق} (ه) في حديث علي <قال لرجل: كَذَبْتَ واللَّهِ وَوَلَقْتَ> الوَلْقُ والألْقُ: الاستمرار في الكذب. يقال: ولَقَ يَلِقُ وألِقَ يألَقُ، إذا أسرع في مَرِّه. وقيل: الوَلْق: الكذِب، وأعادَه تأكيداً لاخْتِلاف اللفظ. {ولم} *قد تكرر فيه ذكر <الوَليمة> وهي الطَّعام الذي يُصْنَع عند العُرْس وقد أوْلَمْتُ أُولِمُ. ومنه الحديث <ما أولَم على أحدٍ من نسائه ما أولَم على زَيْنَب>. (ه) والحديث الآخر <أوْلِم ولوْ بشاة>. {ولول} *في حديث فاطمة رضي اللَّه عنها <فَسمِع تَولْوُلَها تُنادِي: يا حَسَنَان، ياحُسَيْنان> الوَلْولَة: صَوْتٌ متتابع بالوَيْل والاستغاثة. وقل: هي حكاية صَوْتِ النائحة. (س) ومنه حديث أسماء <جاءت أمُّ جَمِيل، في يَدِها فِهْرٌ وَلَها وَلْولَة>. وحديث أبي ذَر <فانْطَلَقَتَا تُوَلْوِلان>. (ه س) وفي حديث وقعة الجمل: أنا ابنُ عَتَّابٍ وسَيْفي وَلُوَلْ (في الهروي: *أنا ابن عتَّابٍ وسيفي الوَلْوَلُ * برفع الولول وانظر حواشي اللسان. والرجز لعبد الرحمن بن عتَّاب بن أسيد. كما في اللسان) * والمَوْتُ دونَ الجمَلِ المُجَلَّلْ. هو اسْم سَيْف كان لأبِيه، سُمِّيَ به؛ لأنه كان يَقْتُل به الرِّجال، فَتُوَلْوِلُ نِساؤُهم عليهم. {وله} (ه) فيه <لا تُوَلَّهُ والِدَةٌ عن وَلَدِها> أي (هذا شرح أبي عبيد كما ذكر الهروي) لا يُفَرَّق بَينَهُما في البَيْع. وكُلُّ أنْثَى فارقَتْ ولدَها فهي وَالِهٌ وقد وَلِهَتْ (قال في المصباح: <من باب تَعِب. وفي لغة قليلة: ولَهَ يَلِه، من باب وَعَدَ>.) تَوْلَه، وَوَلَهَتْ تَلِهُ، وَلَهاً وَوَلَهاناً، فهي وَالِهَةٌ وَوَالِهٌ والوَلَه: ذَهاب العَقْل، والتَّحيُّز من شِدَّة الوَجْد. ومنه حديث نُقَادة الأسدي <غَير ألا تُوَلِّهَ ذَاتَ (في الفائق 2/228: <غير ألا تُوَلَّه ذاتُ...>.) وَلَدٍ عَن وَلَدها>. وحديث الفَرَعة <تُكفِىء إنَاءك وتُولِهُ نَاقَتَك> أي تَجْعَلُها والِهَةً بذْبحِك وَلَدَها وقد أوْلَهْتُها وَوَلَّهْتُها تَوْلِيهاً. ومنه الحديث <أنَّه نَهَى عَن التَّوْليه والتَّبْرِيح>. {ولا} *في أسماء اللَّه تعالى <الوَلِيّ> هو النَّاصر. وقيل: المُتَوَلّي لأمور العَالَم والخَلائِق القائِمُ بها. ومن أسمائه عز وجل <الوالِي> وهو مَالِك الأشْياء جَمِيعها، المُتَصَرِّفُ فيها. وكأنّ الوِلايَة تُشْعِرُ بالتَّدْبِير والقُدْرة والفِعْل، وما لم يَجْتَمِعْ ذلك فيها لم يَنْطَلِق عَليه اسْم الوالِي. (ه) وفيه <أنه نَهَى عن بَيْع الوَلاَء وهِبَتِه> يَعْني وَلاءَ العِتْق، وهُو إذا ماتَ الْمُعْتَقُ وَرِثَهُ مُعْتِقُه، أو وَرَثَةُ مُعْتِقِه، كانت العَرَب تَبِيعُه وتَهَبُه فنُهِي عنه، لأنَّ الوَلاء كالنَّسَب، فلا يَزول بالإزَالَة. ومنه الحديث <الوَلاْءُ لِلْكُبْر> أي الأعْلَى فالأعْلَى من وَرَثة المُعْتِق. (س) ومنه الحديث <من تَولّى قَوْماً بغير إذْن مَوالِيه> أي اتّخَذَهُم أوْلِياءَ لَهُ> ظاهِرُه يُوهِمُ أنه شَرْط، وليس شَرْطاً، لأنَّه لا يَجوز له إذا أذِنوا أن يُوالِيَ غَيْرَهُم، وإنَّما هُو بمعْنَى التَّوْكيد لِتَحْريمه، والتَّنْبيه على بُطْلانِه، والإرْشادِ إلى السَّبَب فيه، لأنه إذا اسْتأذنَ أوْلِياءَه في موالاة غَيرهم مَنَعُوه فَيَمْتنع. والمعنى: إنْ سَوّلَتْ له نَفْسُه ذلك فَلْيَسْتأذِنْهم، فإنَّهُم يَمْنَعُونه. وقد تكرر في الحديث. ومنه حديث الزكاة <مَوْلَى القَوْمِ مِنهم> الظَّاهِر مِن المَذاهِب والمَشهورُ أن مَوالِيَ بني هاشِم والمُطَّلِب لا يَحْرُم عليهم أخْذُ الزَّكاة؛ لاِنْتِفاء النَّسَب الذي به حَرُم على بَنِي هاشِم والمُطَّلِب. وفي مَذْهَب الشافِعي عَلى وجْهٍ أنه يَحْرُم على المُوالِي أخْذُها، لِهَذا الحديث. ووَجْه الجَمع بين الحديث ونَفْيِ التَّحريم أنه إنَّما قال هذا القولَ تَنْزِيهاً لَهُم، وبَعْثاً على التَّشَبُّه بِسَادَتِهم والإسْتِنَان بِسُنَّتِهم في اجْتِنَاب مَالِ الصَّدقة التَّي هي أوْسَاخ النَّاس. وقد تكرر ذكر <المَوْلَى> في الحديث، وهو اسْمٌ يقَع على جَماعةٍ كَثيِرَة، فهو الرَّبُّ، والمَالكُ، والسَّيِّد والمُنْعِم، والمُعْتِقُ، والنَّاصر، والمُحِبّ، والتَّابِع، والجارُ، وابنُ العَمّ، والحَلِيفُ، والعَقيد، والصِّهْر، والعبْد، والمُعْتَقُ، والمُنْعَم عَلَيه وأكْثرها قد جاءت في الحديث، فَيُضاف كُلّ واحِدٍ إلى ما يَقْتَضيه الحديثُ الوَارِدُ فيه. وكُلُّ مَن وَلِيَ أمْراً أو قام به فَهُو مَوْلاهُ وَوَليُّه. وقد تَخْتَلِف مَصادرُ هذه الأسْمَاء فالوَلايَةُ بالفَتْح، في النَّسَب والنُّصْرة والمُعْتِق. والوِلاَية بالكسْر، في الإمَارة. والوَلاءُ، المُعْتَق والمُوَالاةُ مِن وَالَى القَوْمَ. (ه س) ومنه الحديث <مَن كُنْتُ مَوْلاه فَعَليٌّ مَوْلاه> يُحْمَل (في الهروي: <قال أبو العباس: أي من أحبّني وتولاني فَليَتَولَّهْ. وقال ابن الأعرابي: الوَلِيّ: التابع المُحِبّ>.) على أكْثر الأسْمَاء المذْكورة. قال الشَّافعي رضي اللَّه عنه: يَعْني بذَلِك وَلاء الإسْلام، كقوله تعالى: <ذلك بأنَّ اللَّهَ مَوْلَى الذين آمَنوا وأنَّ الكافِرين لا مَوْلَى لهم>. وقول عمر لعَليّ <أصْبَحْتَ مَوْلَى كُلِّ مُؤمِن> أي ولِيَّ كُلِّ مُومن وقيل: سَبب ذلك أنَّ أُسامةَ قال لِعَلِيّ: لَسْتَ مَوْلايَ، إنَّما مَوْلاي رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فقال صلى اللَّه عليه وسلم: <مَن كُنْتُ مَوْلاهُ فَعليٌّ مَوْلاه>. (ه) ومنه الحديث <أيُّما امْرأةٍ نَكَحَت بغير إذن مَولاها فنكاحُها باطِل> وفي رواية <وليِّها> أي مُتَوَلّي أمرها. ومنه الحديث <مُزَيْنة وجُهَيْنة وأسْلَم وغفار مَوالي اللَّهِ ورسوله> (في الهروي: <قال يونس: أي أولياء اللَّه>.) والحديث الآخر <أسألُك غِنَايَ وغِنَى مَوْلاي>. والحديث الآخر <مَن أسْلَم على يَدِه رجلٌ فهو مَوْلاه> أي يَرِثُه كما يَرِثُ مَن أعْتَقَه. ومنه الحديث <أنه سُئِل عن رَجُلٍ مُشْرِك يُسْلِم على يَدِ رَجل من المسلمين فقال: هو أولَى الناسِ بمَحْياه ومماتِه> أي أحقُّ به من غيره. ذهَبَ قومٌ إلى العَمل بهذا الحديث، واشْتَرط آخَرون أن يضيف إلى الإسلام على يَدِه المُعاقَدَةَ والمُولاةَ. وذَهب أكثَر الفقهاء إلى خِلاف ذلك، وجَعَلوا هذا الحديثَ بمعنى البرّ والصِّلة ورَعْيِ الذِّمام. ومنهم من ضَعَّفَ الحديث. (ه) ومنه الحديث <ألْحِقُوا المالَ بالفَرائِض، فما أبْقَتِ السِّهامُ فَلأَوْلَى رجُلٍ ذَكَرٍ> أي أدْنَى وأقرَبَ في النَّسَب إلى المَوْرُوث. ومنه حديث أنس <قام عبد اللَّه بن حُذافة فقال: مَن أبي؟ فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: أبوك حُذافة، وسَكَت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه ثم قال: أوْلَى لكم والذي نَفْسي بِيدِه> أي قَرُبَ منكم ما تَكْرَهون، وهي كَلمةُ تَلَهُف، يقولُها الرجل إذا أفْلَتَ من عظيمة. وقيل: هي كَلمة تَهدُّد وَوَعيد. قال الأصمَعي: معناه: قارَبَه ما يُهْلِكُه. (س) ومنه حديث ابن الحنفيَّة <كان إذا ماتَ بعضُ وُلْده قال: أوْلَى لي، كِدْت أن أكونَ السَّوادَ المُخْتَرَم> شَبَّه كادَ بِعَسَى، فأدخَل في خَبَرها أنْ وفي حديث عمر <لا يُعْطَى من المَغانم شيءٌ حتى تُقْسَم، إلا لِرَاعٍ أو دليلٍ غَيْرَ مُولِيه، قلت: ما مُوليه؟ قال: مُحابِيه> أي غير مُعطِيه شيئاً لا يَسْتَحِقُّه، وكلّ من أعْطَيْتَه ابتداءً من غير مُكافأة فقد أوْلَيْتَه. وفي حديث عَمّار <قال له عُمَر في شأن التّيَمُّم: كَلا، واللَّهِ لَنوَلِّيَنّك ما تَوَلَّيْتَ> أي نَكِلُ إليك ما قلتَ، ونَرُدُّ إليك ما وَلَّيْتَه نفسَك، ورَضِيتَ لهَا به. (ه) وفيه <أنه سُئل عن الإبِل، فقال: أعْنانُ الشياطين، لا تُقْبِل إلا مُوَلِّيةً، ولا تُدْبر إلا مُوَلِّيةً، ولا يأتي نَفْعُها إلا من جانِبها الأشْأم> أي مِن شأنِها إذا أقْبَلَت على صاحِبها أن يَتَعَقَّبَ إقبالَها الإدْبارُ، وإذا أدْبَرتْ أن يكون إدبارُها ذَهاباً وفَناءً مُسْتأصِلا. وقد وَلّى الشيءُ وتَولّى، إذا ذَهَب هاربا ومُدْبراً، وتَولّى عنه، إذا أعْرَض. (ه) وفيه <أنه نَهَى أن يَجلِسَ الرجُلُ على الوَلايا> هي البَراذِع. سُمِّيَت بذلك لأنها تَلِي ظَهْرَ الدَّابّة قيل: نَهى عنها، لأنها إذا بُسِطَت وافْتُرِشَت تَعَلَّقَ بها الشَّوك والتُّراب وغير ذلك مما يَضُرُّ الدوابَّ، ولأن الجالِسَ عليها رُبَّما أصابَه من وَسَخِها ونَتْنِها ودَمِ عَقْرها. (ه) ومنه حديث ابن الزبير <أنه باتَ بِقَفْرٍ، فلما قام لَيَرْحلَ وجَد رَجُلاً طولُه شِبْرَانِ، عظيم اللِّحْية على الوَليَّة، فنَفَضَها فَوَقَع>. (س) وفي حديث مُطَرِّف الباهِليِّ <تَسْقيه الأوْلِيَةُ> هي جمع وَلِيّ، وهو المطر الذي يجيءُ بَعْد الوَسْمِيّ، سُمِّي به، لأنه يَلِيه: أي يَقْرُب منه ويَجيءُ بَعْدَه. {ومد} (س) في حديث عُتْبة بن غَزْوان <أنه لَقِي المشركِين في يَوْمِ وَمَدةٍ وعِكَاكٍ> الوَمَدة: نَدىً من البَحْر يَقَعُ على الناس في شِدَّة الحَرِّ وسُكُون الرِّيح. وَيَوْمٌ وَمِدٌ ولَيْلةٌ وَمِدَة. {ومض} (ه) فيه <هَلا أوْمَضْتَ إليَّ يا رسولَ اللَّه> أي هَلا أشَرْتَ إليّ إشارةً خَفِيَّةً. يقال: أوْمَض البَرْقُ، وَوَمَض إيماضاً وَومْضاً وَوَمِيضاً، إذا لَمع لَمْعاً خَفيَّا ولم يَعْتَرِض. (س) ومنه الحديث <أنه سأل عن البَرْق فقال: أخَفْواً أمْ وَمِيضاً؟>. {ومق} (س) فيه <أنه اطَّلَع مِن وافِد قَوْمٍ على كَذِبة، فقال: لَولا سَخاءٌ فيك وَمِقَكَ اللَّهُ عليه لشَرَّدْتُ بك> أي أحَبَّك اللَّه عليه. يقال: ومِقَ يَمِقُ، بالكسر فيهما مِقَةً، فهو وَامِقٌ وَمَوْمُوقٌ. {ونا} *في حديث عائشة تصف أباها <سَبَق إذْ وَنَيْتُم> أي قَصَّرْتُم وفَتَرْتُم. يقال: وَنى يَني وَنْياً وَوَنِيَ يَوْنَى وُنِيّاً، إذا فَتَر وقَصَّر. ومنه <النَّسيم الوَانِي> وهو الضَّعيفُ الهُبوبِ. ومنه حديث عليّ <لا تَنْقَطِع أسبابُ الشَّفَقَة منهم فَيَنُوا في جَدّهِم> أي يَفْتُروا (في الأصل، وا، واللسان: <يفترون> بإثبات النون. قال صاحب مغني اللبيب 1/71: وما بعد أي التفسيرية عطف بيان على ما قبلها أو بدل.) في عَزْمِهم واجْتِهادِهِم. وحَذَف نُونَ الجَمْع، لجوابِ النَّفْيِ بالْفَاء. {وهب} *في أسماء اللَّه تعالى <الوهَّاب> الهِبَة: العَطيَّة الخاليَة عن الأعْوَاضِ والأغْراض، فإذا كَثُرَتْ سُمِّيَ صاحبُها وَهَّاباً، وهو من أبْنِيَةِ المُبالَغَة. (ه) وفيه <لقد هَمَمْتُ ألا أَتَّهبَ إلا من قُرَشيّ، أو أنْصارِيّ، أو ثَقَفِيّ> أي لا أقْبَل هَديَّةً إلا من هؤلاء؛ لأنهم أصحاب مُدُنٍ وَقُرىً، وهُم أعْرَف بمكارم الأخلاق، ولأن في أخلاق البادية جَفاءً وذَهَاباً عن المُروءة، وطَلَباً للزيادة. وأصْلُه: أوْتَهِبُ، فقُلِبت الواو تاء وأدغِمت في تاء الافتعال، مثل اتَّزَن واتَّعَدَ. من الوزن والوَعْد يقال: وَهَبْتُ له شيئاً وَهَباً، وَوَهَبَاً وَهِبَةً، والاسم: المَوْهِبُ والمُوْهِبَة، بالكسر والاسْتِيهابُ: سؤال الهِبة. وتَوَاهَب القَوْمُ، إذا وَهَبَ بَعْضُهم بَعْضاً. ومنه حديث الأحنف: ولا التَّوَاهُبُ فيما بينهم ضَعَةٌ * يعني أنهم لا يَهَبُون مُكْرَهِينَ. {وهز} (ه) في حديث مُجَمِّع <شَهِدْنا الحُدَيْبِيَةَ مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم، فلما انْصَرفْنا عنها إذا الناسُ يَهِزُون الأباعِرَ> أي يَحُثُّونَها ويَدْفَعُونها. والوَهْز: شِدّة الدَّفْع والْوَطْء (س) ومنه حديث عمر <أن سَلَمة بنَ قَيْس الأشْجَعيّ بَعث إلى عُمَر مِن فتْح فارِس بَسَفَطَيْن مَملُوءَيْن جَوْهَراً. قال: فانْطَلَقْنا بالسَّفَطَيْن نَهِزُهُما حتى قَدِمْنا المدينة> أي نَدْفعُهما ونُسْرع بهما وفي رواية <نَهزُ بهما>: أي نَدْفَع بهما البَعير تَحْتَهُما ويُروَى بتشديد الزاي، من الهَزِّ. (ه) وفي حديث أمّ سَلَمة <حُمَادَيَاتُ النساءِ غَضُّ الأطْرَاف وقِصَرُ الوِهَازَة> أي قِصَرُ الخُطَا. والوِهَازَة: الخَطْوُ وقد تَوَهَّزَ يَتَوَهَّزُ ، إذا وطِىء وَطْئا ثقيلا. وقيل: الوِهَازَةُ: مِشْيَة الخَفِرَاتِ. {وهص} (ه) فيه <إن آدَمَ حَيْثُ أُهْبِطَ من الجنة وَهَصَهُ اللَّه إلى الأرض> أي رَماه رَمْياً شديداً، كأنه غَمَزه إلى الأرض والوَهْصُ أيضا: شِدّة الوَطءْ، وكَسْر الشَّيء الرِخْو. (ه) ومنه حديث عمر <إنّ العبدَ إذا تَكَبَّر وَعَدَا طَوْرَه وَهَصَهُ اللَّه إلى الأرض>. {وهط} (ه) في حديث ذي المِشْعار <على أنّ لهم وِهَاطَها وعَزَازَها (في الأصل: <عِزازها> بالكسر، وصححته بالفتح من ا، والهروي. وانظر (عزز) فيما سبق).> الوِهَاطُ: المَواضعُ المُطْمَئنَّة، واحِدُها: وَهْط وبه سُمِّيَ الوَهْطُ، وهُو مالٌ كان لعَمْرو بنْ العاص بالطائف. وقيل: الوَهْطُ: قَرْيةٌ بالطَّائف كانَ الكَرْمُ المّذْكُور بهَا. {وهف} (ه) في كتاب أهل نَجْرَانَ <لا يُمْنَعُ واهِفٌ عَن وَهْفِيَّتِه> ويُرْوَى <وِهَافَتِه> الوَاهِفُ في الأصْل: قَيِّم البِيعَة ويُرْوَى <الوَافِهُ والواقِهُ> وقد تقَدّما (ه) وفي حديث عائشة (تصف أباها رضي اللَّه عنهما، كما ذكر الهروي) <قَلَّدَه رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وَهْفَ الدِّين> أي القِيَامَ به، كأنَّها أرادَتْ أمَرَه بالصَّلاة بالنَّاس في مَرَضِه. وفي رِوايَة <قَلَّدَه وَهْفَ الأمَانَةِ> قيل: وَهْفُ الأمانة: ثِقَلُها. [ه] وفي حديث قَتادة <كُلَّما وَهَف لَهُم (رواية الهروي: <له...أخذه>.) شيءٌ من الدُّنيا أخَذُوه> أي كُلَّما عَرَض لهم وَارْتَفَع. {وهق} * في حديث عليّ <وأعْلَقَت المَرْءَ أوْهَاقُ المَنيَّة> الأوهاقُ: جَمْع وَهَق - بالتَّحريك - وقد يُسَكَّن، وهو حَبْلٌ كالطِّوَل تُشَدُّ به الإبِلُ والخَيْل، لِئلا تَنِدَّ. (ه) وفي حديث جابر <فانْطَلَقَ الجَمَلُ يُوَاهِقُ ناقَتَهُ مُوَاهَقَةً> أي يُبَاريهَا في السَّيْر ويُماشيها. ومُوَاهَقَةُ الإبل: َمدُّ أعناقِها في السَّيْر. {وهل} *فيه <رأيتُ في المَنام أنِّي أُهاجِرُ مِن مَكَّة، فذَهَب وَهْلِي إلى أنَّها اليمَامةُ أو هَجَرُ> وَهَلَ إلى الشَّيء، بالفَتْح، يهِلُ، بالكسْر، وهَلاً، بالسكُون، إذا ذَهَبَ وَهْمُه إليه. ومنه حديث عائشة <وَهَلَ (من باب وَعَد، كما ذكر صاحب المصباح.) ابنُ عُمر> أي ذَهَب وَهْمُه إلى ذلك. ويَجوزُ أن يكون بِمَعْنى سَهَا وغَلِطَ. يُقال مِنْهُ: وَهِلَ في الشَّيء، وعَن الشَّيْء، بالكَسْر، يَوْهَلُ وَهَلاً، بالتَّحريك. ومنه قول ابن عمر <وَهِلَ أنَس> أي غَلِط. [ه] ومنه الحديث <كَيْف أنْت إذا أتاكَ مَلَكان فَتَوَهَّلاك في قَبْرك؟> يقال: تَوَهَّلْتُ فُلاناً. إذا عَرَّضْتَه لأنْ يَهِلَ: أي يَغْلَطَ. يَعْني في جَواب المَلَكَيْنِ. (ه) وفي حديث قَضَاء الصَّلاة والنَّوم عنها <فَقُمْنَا وَهِلِين> أي فَزِعِين. الوَهَلُ بالتَّحريك: الفَزَع، وقَدْ وَهِلَ يَوْهَلُ فهو وَهِلٌ. (ه) وفيه <فَلَقِيتُه أوّلَ وَهْلَةٍ> أي أوّلَ شَيء. والوَهْلَة: المَرَّة من الفَزَع: أي لَقِيتُه أوَّل فَزْعَةٍ فَزِعْتُها بِلقَاء (هكذا في الأصل، واللسان. وفي ا: <تلقاء> وفي الهروي: <لِلقاء>.) إنسَان. {وهم} (ه) فيه <أنه صَلَّى فأوْهَمَ في صَلاتِه> أي أسْقَطَ مِنْها شَيئاً. يقال: أوْهَمْتُ الشَّيءَ، إذا تَرَكْتَه، وأوْهَمْتُ في الكَلام والكتَابِ، وإذا أسْقَطْتَ مِنه شَيئا. وَوَهَمَ إلىَ الشَّيء، بالفَتْح، يَهِمُ وَهْماً، إذَا ذَهَب وَهْمُه إليه.وَوَهِمَ يَوْهَمُ وَهَماً، بالتَّحريك، إذا غَلِطَ . (ه) ومن الأوّل حديث ابن عباس <أنَّه وَهَمَ في تَزْوِيج مَيْمونَة> أي ذَهَب وَهْمُه إليه. (ه) ومن الثاني الحديث <أنَّه سَجَدَ لِلْوَهَم وَهُو جالس> أي لِلْغَلَط. (ه) وفيه <قيل له: كأنَّك وَهِمْتَ؟ قال: وكَيْف لا إيْهَمُ؟> هَذا على لُغَة بَعْضِهم، الأصْل: أوْهَمُ (وبهذا يصحح الخطأ الواقع في مادة (رفغ) 2/244)، بالفَتح والواو، فكَسر الهَمْزَة؛ لأن قَوماً مِن العَرَب يَكْسِرون مُسْتَقْبَل فَعِلَ فيَقولُون: إعْلَمُ، ونِعْلَم، وتِعْلَم. فلمَّا كَسَر هَمْزة <أوْهَمُ> انْقَلَبَت الواوُ ياء. {وهن} *في حديث الطَّوَاف <قَدْ وَهَنَتْهُم حُمَّى يَثْرِبَ> أي أضْعَفَتْهُم. وَقَدْ وَهَنَ الإنْسانُ يَهِنُ، وَوَهَنَه غيرُه وَهْناً، وَأوْهَنَه، وَوَهَّنَه. وفي حديث علي <وَلا وَاهِناً في عَزْم> أي ضَعيِفاً في رَأيٍ. وَيُرْوَى باليَاء. (ه) وفي حديث عِمْران بن حُصَين <أنَّ فُلاناً دَخَلَ عليه وفي عَضُدِه حَلْقَةٌ مِن صُفْر> وفي رِوَاية <وفي يَدِه خاتَمٌ من صُفْر، فقال: ما هَذا؟ قال: هذا مِنَ الوَاهِنَة قال: أمَا إنَّها لا تَزيدُك إلا وَهْناً> الوَاهِنَة: عِرْقٌ يأخُذ في المَنْكِب وفي اليَدِ كُلِّها فَيُرْقَى منها. وقيل: هُو مَرَضٌ يأخُذ في العَضُد، ورُبَّما عُلِّق عليها جِنْسٌ من الخَرَز، يُقال لَها (في الهروي: <له>.): خَرَزُ الوَاهِنَةِ. وهي تأخُذ الرّجالَ دون النِّساء. وإنَّما نَهاه عنها لأنه إنما اتَّخَذَها على أنها تَعْصِمُه من الألَم، فكان عنده في مَعْنَى التَّمائِم المَنْهِيِّ عنها. {وها} (ه) فيه <المؤمنُ وَاهٍ راقِعٌ> أي مُذْنِبٌ تائبٌ. شَبَّهه بمن يَهِي ثَوْبُه فَيَرْقَعُه وقد وَهَى الثُّوبُ يَهِي وَهْياً، إذا بَلِيَ وتَخَرّقَ. والمرادُ بالواهِي ذو الوَهْيِ. ويُروَى <المؤمنُ مُوهٍ راقِعٌ> كأنه يُوهِي دِينَه بمَعْصِيَتِه ويَرْقَعُه بتُوْبَتِه. ومنه الحديث <أنه مرّ بعبد اللَّه بن عَمْرو وَهُو يُصْلِح خُصَّاً له قد وَهَى> أي خَرِبَ أو كادَ. ومنه حديث عليّ <ولا وَاهياً (سبق بالنون) في عَزْم> ويُرْوَى <ولا وَهْى في عَزْم> أي ضَعيف، أو ضَعْف. {ويب} *في إسلام كعب بن زهير: ألاَ أبْلِغَا عَنِّي بُجَيْراً رِسالَةً * على أيِّ شَيءٍ وَيْبَ غَيرِكَ دَلَّكَا (الذي في شرح ديوان كعب 3،4: ألا أبلغا عني بُجيرا رسالةً ** فهل لك فيما قلتُ بالخَيْفِ هَلْ لَكا).... وخالفْتَ أسبابَ الهُدَى وتَبِعْتَه ** على أيِّ شَيءٍ وَيْبَ غَيرِكَ دَلَّكَا ) وَيْبَ: بمعنى وَيْلَ. يقال: وَيْبَكَ، ووَيْبَ زَيْدٍ كما تقول: وَيْلَك، وهو منصوب على المصدر. فإن جِئتَ باللام رَفَعْتَ فَقُلْت: وَيْبٌ لِزَيْدٍ، وَنَصَبْتَ مُنَوّناً فقُلْتَ: وَيْباً لزَيْد. {ويح} (ه) فيه <قال لِعمَّارٍ: وَيْحَ ابنِ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُه الفِئةُ الباغِيةُ> ويْحَ: كَلمةُ تَرَحُّمٍ وتَوَجُّعٍ، تقالُ لمن وَقَع في هَلَكةٍ لا يَسْتَحِقُّها. وقد يقال بمعنى المدح والتَّعجُّب، وهي منصوبة على المصدَر. وقد تُرْفَعُ، وتُضافُ ولا تضافُ. يقال. وَيْحَ زَيدٍ، ووَيْحاً له، وويْحٌ له. (س) ومنه حديث عليّ <وَيْحَ ابنِ أم (هكذا في الأصل، وا، ونسخة من النهاية برقم 520 وفي نسخة أخرى برقم 517: <ابن أم سلمة>.) عبَّاس> كأنه أُعْجِبَ بقَوْله وقد تكرّرت في الحديث. {ويس} *فيه <قال لِعَمَّارٍ: وَيْسَ ابنِ سُمَيَّةَ> وفي رواية <يا وَيْسَ ابنِ سُمَيَّةَ> وَيْسَ: كلمة تقال لِمَنْ يُرْحَمُ ويُرْفَقُ به، مِثل وَيْح، وحُكْمُها حُكْمُها. ومنه حديث عائشة <أنها تَبِعَتْه وقد خَرَجَ من حُجْرتِها لِيْلاً، فوجَدَ لَها نَفَساً عاليا، فقال: ويْسَها ما لَقِيتِ الليلة؟>. {ويل} (س) في حديث أبي هريرة <إذا قَرأ ابن آدم السَّجْدة فَسَجَد اعْتَزَل الشيطان يبكي يقول: يا ويلَه> الوَيْلُ: الحُزْنُ والهَلاك والمشَقَّة من العذاب، وكلُّ مَن وَقَع في هَلَكة دَعا بالويْل. ومعنى النِّداء فيه: يا حُزْني ويا هَلاكِي ويا عَذابي احْضُرْ فهذا وَقْتُك وأَوَانُك فكأنه نادَى الوَيْل أن يَحْضُرَه، لمَا عَرَضَ له من الأمر الفَظيع، وهو النَّدَم على تَرْكِ السُّجود لآدَمَ عليه السلام. وأضافَ الوَيْل إلى ضمير الغائِبِ، حَمْلا على المعنى وعَدَل عن حكاية قَوْلِ إبليسَ <يا وَيْلِي> كَراهةَ أن يُضِيفَ الوَيْلَ إلى نَفْسِه. وقد يَرِدُ الوَيْل بمعنى التَّعَجُّب. ومنه الحديث في قوله لأبي بَصِير: <ويْلُمِّه مِسْعَرُ حَرْب> تَعَجُّباً من شجاعَتِه جُرْأتِه وإقدامه. (س) ومنه حديث عليّ <وَيْلُمِّه كَيْلاً بغير ثَمَنٍ لو أن له وِعاءً> أي يَكِيلُ العُلومَ الجَمَّة بِلا عِوَض، إلا أنه لا يُصادِف وَاعياً. وقيل: وَيْ: كلمةٌ مُفْرَدة، ولأمّه مُفْرَدة، وهي كلمة تَفَجُّع وتَعَجُّب. وحُذِفت الهمزةُ من أمِّه تَخْفيفا، وأُلْقِيَتْ حركَتُها على اللام ويُنْصَبُ ما بَعْدها على التمييز.
|